عبدالعزيز بن علي الحصين : ورحل الشيخ


فجعت أمة الإسلام بوفاة ورحيل أحد أعلامها وأئمتها المخلصين الصادقين، إنه العالم الزاهد الورع الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن بن عبدالله الجبرين عضو اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء سابقاً في المملكة، وافته منيته في يوم الاثنين العشرين من شهر رجب لعام الثلاثين والأربع مئة والألف من الهجرة بعد معاناة مع المرض. تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته وقدس الله روحه وأعلى درجته. إن شيخنا عبدالله صاحب علم غزير وهمّة عالية مع كبر سنه؛ فهو كالغيث مبارك أينما كان، أتاه الله صبراً وقوة وثباتاً على الحق، أمضى حياته بين نشر العلم والدعوة إلى الله.
جمع الله له صفات كثيرة: بشوش المحيا، طلق الوجه، متواضع بسيط، يأبى أن يقبل رأسه أحد، تعلوه السكينة والوقار، صاحب نسك وعبادة.. العلامة ابن جبرين هو أحد العلماء الصادقين الذين نذروا أنفسهم وأوقاتهم وعلمهم للإسلام والمسلمين، لا توفيه الصفحات ولا المجلدات؛ فحقه علينا كبير، دعا إلى الله على بصيرة وهدى حتى أتاه اليقين، نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحداً (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ...) أحسب شيخنا أحدهم.
نسأل الله أن يغفر له ويجمعنا وإياه في مستقر رحمته، ونسأله سبحانه أن يعلي درجته ويجعله مع النبيين والصديقين الشهداء وحسن أولئك رفيقا، ونسأل الله أن يخلف على الأمة خيراً منه ويجبر مصابهم. وما رأيناه من حضور الآلاف لجنازته للصلاة عليه وتشييعه دليل على محبة الناس لعلمائهم ومكانتهم، ولنتذكر مصيبتنا بوفاة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم؛ فإنها أعظم مصيبة مرت على الأمة الإسلامية. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
 

عبدالعزيز بن علي بن محمد الحصين
- عضو الجمعية الفقهية السعودية


http://www.al-jazirah.com/84158/rj10.htm

أضف تعليق

جاري ارسال التعليق
تم ارسال التعليق
فشل فالإرسال