لَيْسُواْ سَوَاء: للأستاذة/ زاد المعاد

 بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله الذي خلق الموت والحياة ليبلونا أينا أحسن عملاً ؟؟ ,,, الحمد لله على جزيل إنعامه , والحمد لله على نعمه العظام , والحمد لله ما تعاقب الليل والنهار , والصلاة والسلام على خير الأنام محمد بن عبد الله صلاةً وسلاماً أتمين دائمين ما تعاقب الليل والنهار وعلى آله وصحبه الكرام ومن سار على نهجهم واقتفى الأثر حتى يرث الله الأرض ومن عليها ,,, وبعد

يا أيها الكرام الأحبة

إننا في هذه الدنيا سائرون نحو طريق واحد , سائرون إلى نهاية واحدة , نهاية واحدة لا خيار فيها , نهاية لابد أن تمر على الجميع من أحب هذه النهاية أم كرهها ,,, ووالله لو احتال وهرب في القصور المشيدة لينزلنا منها إلى تلك النهاية

إننا سائرون نحو نهاية واحدة ألا وهي

الموت

هو الموت ما منه ملاذُ ومهربُ * متىحط ذا عن نعشه ذاك يركب

هذا الطريق

الذي سار فيه ـ وسوف يسير ـ

الملوك وأبناء الملوك

الصالحون والطالحون

المصلحون والمفسدون 

الأحرار والعبيد

الكافر والمسلم

بل والأعجب من ذلك كله

ولحكمة من الله

أن هناك صنفاً كراماً من البشر خُيروا بين الخلود في الدنيا والملك ثم الجنة و بين هذا الطريق فاختاروا هذا الطريق

ألا وهم 

الأنبياء

فما من نبي إلا وخير بين الدنيا والآخرة

فالمـوت

نهايـة

السعيد والشقي

فيـالسعادة الأتقياء بذلك اليوم

وأجمل ما يصور هذا الموقف قول الحق جل في علاه وتبارك

{كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ }آل عمران185

تنعـى الأمة الإسلامية

هذه الأيام

عالماً جليلاً فاضلاً

نرجو الله أن يكون ممن قال فيهم (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ )

وإن الشيخ ( ابن جبرين ) وأمثاله بقية السلف الصالح

فموتهم فاجعة عظيمة

ولكن نرجو أن ما عند الله خير وأبقى لهم من هذه الدنيا وأوجاعها وأوصابها وكدرها وهمومها

فنسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجعل روح شيخنا الفاضل ابن جبرين وابن باز وابن عثيمين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر , وأن لا يحرمنا صحبتهم في الجنة فإننا نشهد الله على حبهم وحب من يحبهم فلا تحرمنا إلهنا فضل ( المرء مع من أحب ) وإن كنا لم نبلغ ما بلغوا ...


نعم والذي أرسى الجبال الشامخات إنهم ليسوا سواء عند الله ثم عند خلقه

إن سطوري هذه حبيسة الفكر والوجدان من مدة طويلة قد تصل للعامين

و رأيت الآن لزاماً أن تخرج هذه السطور للنور يوم مات هذا العالم الفاضل ـ ابن جبرين ـ عليه رحمة الله 

لعلها تكون قربة لنا يوم المعاد نلقى بها وجه الله 

كنت ذات يوم من الأيام قبل عامين أو زيادة أقلب تلك الصحيفة اليومية وأطالع الأخبار

فوقعت عيني على خبر عظيم

ومنه نشأت فكرة كتابة هذا الموضوع ( ليسوا سواء )

ألا وهو

تكريم

العلامة 

محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ

فأخذت أتعجب من هذا الخبر

رجل ميت من سنين كيف يُكرم ؟؟!!!

فعرفت أن هذا

قدر أهل العلم وشرفهم في الدنيا

وأن الله يُعلي في الورى ذكرهم

تذكرت بذلك 

بالمقابل تلك الحفلات

التي تقام لإحياء ذكرى أناس آخرين وتكريمهم على عمرهم المديد الذي أفنوه

ولكن في ماذا ؟؟

أفنوه في الفن

وتعليم أبناء المسلمين 

الغناء والرقص والمجون 

وتعليم بنات المسلمين

الحب والغرام ونزع والتمرد على الحجاب والسفور

وياليتهم نشروا القيم والمبادئ الشريفة التي تكون لهم نوراً في ظلمات القبور 

بالله عليكم 

هل يستوي تكريم هؤلاء ( أهل الفن ) وأولئك ( أهل العلم ) ؟؟

لا والله لا يستوون

فأهل العلم

تكريمهم 

نرجو أن يكون من عاجلة بشرى المؤمن

وهو نور وضياء لهم في القبور

وأما تكريم أهل الفن

فهو زيادة في أوزارهم وسيئاتهم

وعذاب ونصب في ظلمات القبور

ـ إن لم يتوبوا أو يتب الله عليهم ويتجاوز عنهم الرحمن الرحيم ـ 

ولو خرجوا من القبور لبكوا بدل الدموع دماً ندماً وآسفاً على هذا الفن

هل يستوي تكريم أولئك الأخيار وتكريم أهل الفن ؟؟

لا والله

هل سمعتم يوماً ما

رجلاً يقول

رحم الله الفنان فلان وأغدق على قبره الفسحة والضياء والسرور فقد كان كذا وكذا وعلمنا كذا وكذا

بل والله لا يذكرونهم إلا في أمور الدنيا وقد لا يترحمون عليهم ويستغفرون لهم

أما أهل العلم

أهل الشرف والسؤدد

فما أن يذكر اسمهم إلا ويُدعى لهم بالفلاح والسعادة لأنهم هم مصابيح الدجى

هم الذين ينيرون الدروب المظلمة الحالكة 

أما أهل الفن فما يزيدوننا والأمة غير تتبيب وضلال وظلام

فهم كما قال الحق سبحانه 

{لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ }آل عمران113


هذه سطور خرجت على عجالة في رثاء فقيد الأمـة ( ابن بن جبرين ـ عليه رحمة الله ـ )

نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يرحم علماء السنة الأحياء منهم والأموات

ويثبت الأحياء ـ وإيانا ـ حتى نلقى نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم على الحوض فنشرب بيده الشريفة شربة لا نظمأ بعدها أبداً

اللهم آمين

بقلم

أختـكم ومحبتكم في الله

زاد المعــاد

الثلاثاء

28 ـ 7 ـ 1430 هـ

الســــــ6:50 م ــــاعة 

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

http://www.saaid.net/daeyat/zadalmaad/69.htm

أضف تعليق

جاري ارسال التعليق
تم ارسال التعليق
فشل فالإرسال