ثمانون عامًا في العلم

 

 الحديث عن رجل بمثل قامت وحجم العلامة الفقيه الشيخ ابن جبرين رحمه الله تعالى .. حديث يحتاج إلى مجلدات .. فأنت تتحدث عن رجل قضى قريباً من ثمانين عاماً في العلم تعلماً وتعليماً !! وقد كتب الكثير عن الشيخ رحمه الله تعالى وحق لهم ذلك .. ولكن ما أردت الحديث عنه هو تلك المشاهد في يوم وفاته .. حينما غسل .. وحينما كفن .. وحينما صلي عليه .. وحينما دفن !! فسلام عليك إيه الإمام يوم مت ويوم تبعث حيا .. المشهد الأول : ابن جبرين في المغسلة .. في يوم الثلاثاء 21/7/1430 .. كان يوماً مشهوداً .. لن أنساه ماحييت .. ومن المواقف مع الشيخ حينما قدمت له كتابي [ تشنيف الأذان في أحكام الاذان ] فقد كان الشيخ في أحد الدورات العلمية وكنت اتوقع بقاء الكتاب عند الشيخ مدة ستة أشهر كما هو المعتاد وكذا قال لي الأخ الفاضل سليمان ابن الشيخ .. ولكن العجيب أنه وفي درس الفجر من الغد اعطاني الأخ سليمان النسخة التي دفعتها للشيخ بالأمس !! فقلت في نفسي لعل الشيخ رفض التقديم للكتاب .. ولهذا سألت سليمان .. لماذا .. هل رفض الشيخ ؟ فضحك وقال : أقرأ وانت سترى .. فقلت هل كتب الشيخ علبها شيئا .. قال نعم .. قلت : ولكن كيف فجدوله ملي بالدروس ؟ قال وجدت الشيخ جالس وقت الظهيرة [ وهذا وقت راحة بعد درس إي مايقارب ا لساعة ] فقلت للشيخ هل عندك شيء ؟ قال لا .. ثم تمنيت أني لم أقل له ذلك لعله يرتاح .. فسلني فقلت له أن أحد طلبة العلم أعطاني كتاب له يريد أن تقدم له .. وهو غير مستعجل .. فقال اعطني اياها .. فقلت لعلك ترتاح فقال لا هات الكتاب !! يقول أبنه فما ثنى رجله حتى أنهى قراءة الكتاب في جلسة واحدة وعلق عليه .. والمفاجأة .. أن الشيخ قرأ الكتاب وراجعه بل لم يترك حتى الأخطاء الأملائية .. وكل ذلك مع كونه مرتبط بدروس بعد كل صلاة ولقاءات وزيارات !! وهذا شرف لي وللكتاب أن يكون بتعليق هذا الإمام فرحمه الله ..

 

 

عبد الله بن راضي المعيدي - المدرس بالمعهد العلمي

 

موقع الإسلام اليوم http://islamtoday.net/nawafeth/artshow-102-116142.htm

أضف تعليق

جاري ارسال التعليق
تم ارسال التعليق
فشل فالإرسال