أحمد بن عايد السويسيِّ : القصيدةُ الجِبْرِيْنِيَّةُ في رثاء الشيخ العالم العلامة الفقيه

القصيدةُ الجِبْرِيْنِيَّةُ في رثاء الشيخ العالم العلامة الفقيه
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين رحمه الله
توفي رحمه الله في الإثنين العشرين من رجب 1430
من شعر :
أبي الكُنى أحمد بن عايد السويسيِّ
( أبو بكر بن عايد )
عفا الله عنه و عن والديه و عن جميع المسلمين



بسم الله الرحمن الرحيم
يا نائحًا طلحًا لدى البستانِ = هيّجْتَ في صدري رحى الأحزانِ
منذ الصباح و لحنُ حزنك لم يزلْ = متوقّدًا في مطلعِ الآذانِ
و كأنّ دمعك في الفؤادِ مصبّبًا = و كأنّه كالعارضِ الهتّانِ
أرسلتَها من فرْط حزنك ثلّةً = تُعْيِي القلوبَ فتُثْكُلُ العينانِ
دمعٌ تصبّب في الخدود ملاحمًا = و الآهة العلياء ملءُ لساني
أبكي و ما سرُّ البكاءِ بداعجٍ = متطلّعٌ للحبِّ و الإيمانِ
مهْ و انْظُرِ الأخبار حين هجومها = و استجدِ دمعًا من لظى الإمعانِ
حين السماع ترى الفؤاد ممزّقًا = وترى العيون بحمْرة الأشجانِ
أوّاهُ من فرط المواجد أثْقلتْ = قلبي فهدّتْ قوّتي و كياني
أفضى (ابنُ جبرينَ) الفقيه لربّه = متعجّلاً لعطيّةِ المنّانِ
مات الذي يسعى الأنامُ لعلمه = فردُ الزمانِ و أوْحدُ الأقرانِ
شيخُ الشيوخِ و فخْرُهم و بهاءُهم = و مَرَدُّهم في مشكل الأزمانِ
(عبد الإله )فصيحُ قولٍ واعظٌ = نارٌ على علمِ الزمان تداني
سلفيُّ في أمر العقيدة بيِّنٌ = لم يأتزرْ بمناهج البطلانِ
و حديث أحمد قد تولّى أمره = لم يتخِّذْ سندًا من النكرانِ
فخرٌ على هام الأنام و درّةٌ = مكنونةٌ ما ثمّ شبْهٌ ثانِ
عَلَمٌ كأنّ علومه في جمعها = مِنَحٌ أهلّتْ من عظيمِ الشانِ
هو فاضلٌ ، أخلاقه محمودةٌ = بشهادة الأعجام و العُرْبانِ
هو سامقٌ في علمه متمكّنٌ = متضلِّعٌ ، هو عالمٌ ربّاني
سارتْ له الركبان تطلبُ علمَه = و اليوم تحمله على الأكفانِ
تبكي على فقد الفقيه و إنّها = قد أُثقلتْ منها خدود العاني
قد أجْهشتْ منهاا قلوبٌ أدمعتْ = و تفطّرتْ من شدّة الثورانِ
نبكي و قد حُقَّ البكاء لنا هنا = إذ أنت قد فارقْتَ دنيا الفاني
يا ربُّ فارْحمْ مقبلاً قد جاءكمْ = متوشّحٌ بشقائق الإيمانِ
أفنى الحياة بدعوةٍ سلفيّةٍ = نشر العلوم _ كذا _ بدونِ تواني
يا ربُّ فاجْبُرْ كسرنا في فقده = و أظلّنا بالصبرِ و السلوانِ
(جبرينُ) هذي صنعتي ممزوجةٌ = بتأوّهي و مدامع الأجفانِ
فإليكَ منّي مرسلٌ بتحيّتي = و دعاءُ ربي رحمة الرحمنِ
عذرًا فإنّي قد رُزئْتُ بفقدكم = و رحيلكم ، و فراقكم أعيان

وافق الإنتهاء آذان العصر في الإثنين عشرين من شهر رجب الفرد 1430 هجريا بالسويس بمصر الكنانة


رحم الله الشيخ رحمة واسعة و أجزل له الثواب
محبكم في الله:
أبو بكر بن عايد
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=179775

 

 

أضف تعليق

جاري ارسال التعليق
تم ارسال التعليق
فشل فالإرسال