صالح بن علي العمري : رثاء الجبرين



مشاعر في رثاء العلامة الجبرين رحمه الله.. ولا نزكي على الله أحدا

شعر: م. صالح بن علي العمري- الظهران

زفّوا الندى - للعُلا - والعلمَ والشرفا

وانزلوه الرِّضا والظّلَ والغُرفا

وشيّعوا ركبَه في الأفق مبتهجًا

واستفتحوا بالثنا الأبوابَ و السُّقفا

وسابقوا بارقاتِ النورِ واغتسلوا

واستنشقوا عطرَه .. واستنطقوا الصُّحفا

سيروا به للسنا .. من غير منعرج

والدمع في أعين الأحباب قد وكفا

زفوه .. واستدبروا حُزْني وموجدتي..

يا هول ما هزّ وجداني وما اكتنفا

عليك يا شيخنا الجبرين سابغةٌ

من رحمة الله تطفي الهمَّ واللَّهفا

مضيت.. ما خفتت نارُ الحسودِ لظى

وما ارتوى منك وجدانُ الهدى شَغفا

هذه الثمانون ملأى عـزّةً وسنا

وفي اللآلي كنزٌ يجلب الصدفا !!

قامت إلى الله بالسير الحثيث فما

مالت للهوٍ ولم تَسْتعذب الترفا

ورابطت في ثغورِ العلمِ.. واصطحبت

" إياك نعبد " في مشوارها هدفا

فديته من أبيًّ شامخٍ جلدٍ

ذي مِرّة في حياض العزّة اعتكفا

أحيا به الله من نور السنا سننا

وجبّر الله بالجبرين ما اختلفا

محنّك الرأي، راسي العزم، مبتدرٌ

فما تمهّل في برٍّ ولا انصرفا

سلوا المنابر والإفتاءَ عن حججٍ

وسائلوا المتن والإسناد والطرفا

سلوا الثبات وروح الزهد عن علمٍ

ترى على سمته الأصحاب والسلفا

وسائلوا كم زوى بالآي من بدعٍ

كالحق حين اعتلى البهتان فانكشفا

تسير كالنجم في أفلاك مؤتلقا

ما كلَّ في معرج العليا ولا انعطفا

نستودع الله بحر العلم إذ عَذُبت

للصبّ شطآنه مما كفى وشفا

رحلت يا أمة عن أمةٍ فجعت

عليك.. منذا يداوي جرحها النزفا

ملكتها بالهدى علما وتزكية ً

فملّكتك المآقي رفعــة و وفا..

كم عالمٍ قامت الدنيا بهمّته

وقد يعزّ عليها أن ترى خلفا

عليك مني سلام ٌ عاطرٌ وكِفٌ

ما أشرق النور في الدنيا وما كسفا
http://www.lojainiat.com/index.php?a...wMaqal&id=8936

أضف تعليق

جاري ارسال التعليق
تم ارسال التعليق
فشل فالإرسال