محمد بن علي البيشي : في رثاء الشيخ عبد الله بن جبرين


أرخَتِ الدُّنيا على العِلم السُّدلْ

بعدَكُم يا شيخَ قولٍ وعملْ

وافتقدنا جبلاً نأوي لهُ

عندَ خَطبٍ قد تدلَّى ونزلْ

كان بللعم هَصُوراً مُقدِماً

غَيرَ خَتَّارٍ ولا للبُؤسِ ذَلْق

يدفعُ الشَرَّ، ويُجْلِي الحَقَّ لا

يرتضي قولاً مَشِيناً في الأُوَلْ

قد رَثتْهُ الناس مُستنِكَرةً

هل تُعزَّى الأمُ في حالِ الثكَلْ؟!

وبدا للبحرِ جَزرَاً، وحوى

في ثنايا موجِهِ الحُزنَ الأجَلّْ

زَخَرَتْ أرفُفُنا مِن كُتْبِهِ

من ردودٍ وحُلولٍ للعُضَلْ

أوضحَ الفِقهَ؛ وقد أصَّلَهُ

كلَّ قولٍ بدليلٍ أو عِللْ

كم أقضَّتْ مضجعَ الشيخِ الأُمُورُ،

اللّواتي وقْعُها تُردِي البَطَل

لم تُغادِرْ بسمةٌ فاهُ؛ وكم

أغنَتِ البسمةُ عن نَسْجِ الجُمَلْ

وتَغنَّى الطيرُ من ترتيلِهِ

وانتشى اليأسُ رجاءً وأملْ

سطِّري (أيَّامُ) شيخاً ألمعاً

بارز الجهلَ بجِد واحتملْ

فجزى الرحمنُ خيراً مُسبَغاً

عبدَهُ الجِبرينَ من دارِ الحُلَلْ

واجبُرِ اللهُ مُصاباً حلَّ بي

فلعلَّ النفسَ تسلَى، وَلعلّْ

محمد بن علي البيشي
عضو الجمعية الفقهية السعودية بكلية الشريعة بالرياض
http://www.al-jazirah.com/147571/fe2.htm

أضف تعليق

جاري ارسال التعليق
تم ارسال التعليق
فشل فالإرسال