وليد بن محمد العباد : زاهد العصر

 

بسم الله الرحمن الرحيم

قصيدة  ::   زاهد العصر  ::

رثاء في سماحة الشيخ العلامة عبدالله بن جبرين رحمه الله تعالى

الذي وافاه الأجل يوم الاثنين 20 / 7 / 1430 هـ

كيف أســلو والهوى في ازديادِ           وجـراح الفراق تـدمي فؤادي

كيف أسـلو في مهجتي نار وجدٍ          لرحيلٍ طوى لذيذ الــــرّقادِ

كيف أســـلو والبين حلّ ولمّا             يصـدر القلب  من حـماه بزادِ

كيف أســلو و الخطب فقد إمامٍ          ســـــابقٍ للعلا بغير جيادِ

إنه شـــيخنا ابن جبرين غيثٌ           جاد بالخير والهدى والرشــادِ

زاهد العصر قد أعــــاد إلينا             زهد بشــرٍ وصحبه الأسـيادِ

حـــافظٌ مـتقنٌ تـقيٌّ  نـقيٌّ                وكريمٌ  قد فاق كلّ جــــوادِ

هــينٌ لـينٌ  وقـورٌ  مـهيبٌ               شـوكةٌ  في حلوق أهل الفسادِ

باذلٌ علمه بكلّ نشــــــاط                دون كلّ في بذله أو ســـهادِ

فدروس الإمـــام في كلّ وقتٍ              في ربوع البلاد  أو في البوادي

فثمانون عمره قد قــــضاها               في جهادٍ أكرم به من جــهادِ

لا تلومي عـيون قــلبي إذا ما             نزفت بالدماء يوم البــــعادِ

إن قلبي مشــاعرٌ و شــعورٌ              لا تظنيه قطعة من جمــــادِ

ســوف أبكيه ما تعــاقب ليلٌ             وأضاء الصـباح  في كل نادي

ســوف أبكيه كلما لاح نــجمٌ             وتوارت ظعائنٌ في الوهـــادِ

ســوف أبكيه كلما نـاح ورقٌ            يندب البين أو ترنّم شـــادي

ســوف أبكيه  كلما حـنّ إلفٌ             ودعا للرحيل في القوم حـادي

ســوف أبكيه لا تقولي  إلى ما           فلقد أوثق الحنين قــــيادي

ســوف أبكيه ما بقيت  إلى أن           يلتقي الركبُ  أو يجفَّ مـدادي

 

 

 

للشاعر / وليد بن محمد العباد

إمام جامع السعيد بحي المصيف – الرياض

Waaleed.m@gmail.com

 

أضف تعليق

جاري ارسال التعليق
تم ارسال التعليق
فشل فالإرسال