حسان الجاجة : في رثاء العلامة ابن جبرين

تُسائلُني وفي وجهي انطواءُ
أَخَطبٌ نازلٌ في دارِ قَومي

أما تدري مصاباً حلّ فينا
هُمُ وَرثوا النّبوةَ عِلمَ دِينٍ
إذا ذَهبوا فكَم في الأرضِ دَمعٌ
هُمُ الصّحبُ المبارَك لا يُمَلّوا
هُمُ الأحياء بينَ الناس دوماً
رُزِئنا يومَ أمسٍ في إمامٍ
هو الجِبرينُ مِن نسلٍ كرامٍ
هوَ الحَبرُ التقي كمَا علِمنا
أحبَّتهُ القلوبُ على وِدادٍ
مضى شيخٌ وكلُّ الناسِ تمضي
تُبَكّيهِ العيونُ بدمعِ قلبٍ
تُبَكّيهِ المَحارِب كلَّ حينٍ
ولِمْ لا والمَلائكُ سابحاتٌ
ولِمْ لا والمجَالسُ خاوياتٌ
فيا رباه عبدُك صارَ رَهْناً
وأوسِع رحمةً وأنِر تُراباً
وأَجزِل بالمثوبَةِ أَنتَ بَرُّ

أُكفكِف عَبرَتي ولها سَخاءُ
فَأبكيهمْ إذا يُجدي البُكاءُ

وكم عَلَمٍ تَخَطّفَهُ الفناءُ
يُنيرونَ المَسالِك حيثُ فاءوا
لها نَقصٌ ، وتَبكيهمْ سماءُ
لأَسقامِ النفوسِ بهم دواءُ
بعلمٍ بلّغوهُ فهُمْ عَطاءُ
لهُ نُبلُ السَّجيَّة والثناءُ
إمامٌ في العلومِ لهُ مضاءُ
وهلْ للبدرِ في الظّلْما خَفاءُ
وحقُّ العالِمِ الفَذِّ الوفاءُ
هيَ الدنيا ، وللأجَلِ انقضاءُ
فما تدري أماءٌ أم دِماءُ
وكُرسيٌّ يحنُّ ولا عزاءُ
وحُوتُ البحرِ يحدُوها الدّعاءُ
مِنَ الفُتيا وقَد عَزّ اللّقاءُ
فأكرِم نُزْلَهُ أنتَ الرّجاءُ
وثبِّتْ حُجَّةً فيها النَّجاءُ
وأَوْجِبْ جَنّةً فيها البَقَاءُ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

حسان الجاجه

http://www.lojainiat.com/index.php?a...wMaqal&id=8958

أضف تعليق

جاري ارسال التعليق
تم ارسال التعليق
فشل فالإرسال