جــــــــف المـــــــــداد لمحمد إبراهيم التميمي

جــــــــف المـــــــــداد

جـــف المــــداد وناح الطـــرس والقلــم

 

والصبــح  قد حجَبت  أنوارَه الظلــــــــم

والعلــم يبكــــي وقد شُجــــت ملامحُـــه

 

بخطـــب فاجعـــــة منها اشتكى الألـــــم

خطب نعى  قمــــرا من بعـــــد إخوتـــه

 

فـــــزاده ألمـــــا وازدادت الثــُلـــــــــــم

خطب نعى علما قد كــــــــان مرشدنــــا

 

في تيه أمتنــــا  في الدرب  يرتســــــــم

خطـــــب نعــــى ملِكـــــا للعلم توّجــَـــه

 

الصبــر والـــزهد والاخــلاص والكــرم  

نبكي وتبكي على (الجبريــــن) أمتنـــــا

 

ثكلــــى فنـــــاح عليه العـــرب والعجــم

العين تدمــــع والقلـــب احتشى حزَنــــا

 

ولا نقــــول سوى مافيــــه مُعتَصــــــــم

إنا إليـــــك إلهـــــي راجعـــــــــــون ولا

 

حــــولٌ بغيـــــرك إن حلـــّــت بنا الغمـم

سبحــان ربــك ! في عقــد مضى نزلـت 

 

فيــــه المصـــــائب تترى وهي تضطرم

سمـــاؤه انفطـــرت من بعد ما انتثــرت

 

كواكــــبٌ أُلفـــت في العقـــــــد تنتظــــم

فقـْــــدُ الأئمـــــــة خطبٌ لاعـــــــزاء له

 

جـــــرحٌ وليـــس لـــه بـــــرءٌ  فيلتئـــم

فـفـقــدهــم ثُلـــــــمٌ في الدين يعقبـــــها

 

 نقضٌ له وعـــرى الإســـلام  تنفصــــم

إرثُ النبــــوة كــــان الشيـــخ يحملـــه     

 

منـــذ الشبــــاب ولم تثقــــل به قـــــــدم

علــــماً يبلغـــــه في كــــل ناحيــــــــــة

 

ماهـــــده  سقــــــم أو صــــده هـــــــرم

يغــــدو يـــــروح ويحي الليــل فيـه إلى 

 

أن جـــاءه  ملـَـك الأرواح يستــلـــــــــم

فأسلم الــــروح مشتاقــــا لخــالـقـــــــه

 

 عينــــاه تسمـــــو إلى العليـا ويبتســـم

فأطبــق الصمـتُ .. والأستار قد سُدلـت

 

علـــى ثمانيـــــن أعيتهـــــا له همــــــم

أمضى الحيــــاة بنشـــر العلـــم شاهـدةً

 

له المسـاجـد والقـاعــــات والحــــــــرم

فـفــــي الحيــــاة جموع حوله ازدحمت

 

وفــي الممـــات وداع فيـــه تزدحـــــــم

وهــــؤلاء شهـود الله قـد شهــــــــــدت

 

بأنــــه الــــورع العلامــــــــة العـلــــــم

فامنن بعفــوك واســـق القبــر مغفـــرة

 

في نور صفحـك يُجــلى الذنـب واللمـــم

واجعل ثرى القبر روضا ناضرا خضرا

 

ووابــــل الرحمـــــات دائـــــــمٌ شَبـــِـــم

واغفــــــــر له زللا وارفــــــــع له نزلا

 

واحشره ملتحقــاً في ركـب من عصموا

واكتــُــب له ربَض الفردوس منزلــــــة

 

في ظل عرشك قد تمـــــــــــت له النــعم

واغفر لمن سلفـــــوا واحفـــــظ بقيتَهم

 

لتهتـــــدي بضيـــــاء علمهـــــم أمـــــم

قرِّبْ بهم شَعَـبــاً  والمم بهـــــم شعَثــــاً  

 

واجعل بهم مِــزَقَ الاســـــلام  تلتـــــحم

مضى الإمــــامُ  ولم تمـــض إمامتــــُــه

 

فعلمــــه حفظــــاه الطــــرس والقلــــــم

 
 
محمد بن إبراهيم الضيف التميمي
الاثنين  20 / رجب /1430هـ

أضف تعليق

جاري ارسال التعليق
تم ارسال التعليق
فشل فالإرسال