محمد رفيع الدين: رحيل ابن جبرين .. الأشجار تموت واقفة


قال الباحث الإسلامي الأستاذ محمد أبو البشر رفيع الدين رزئت الأمة الإسلامية يوم الاثنين الماضي برحيل أحد علمائها الأفاضل وهو الشيخ عبدالله بن جبرين بعد معاناة مع المرض.
والشيخ ابن جبرين هو أحد العلماء الكبار في العالم الإسلامي، وله كنوز معرفية ضخمة ومؤلفات عديدة أسهمت في إثراء المكتبة الإسلامية، كما اشتهر بإلقاء الدروس العديدة في المساجد والجامعات. ويقول رفيع الدين عرف الشيخ بتواضعه الشديد وزهده في الدنيا وحبه للعلم والعلماء ووفائه لشيوخه وأساتذته، كما عرف بتمسكه الشديد بالحق وعدم المجاملة، وكانت لا تأخذه في الله لومة لائم. وله العديد من المواقف التي تشهد له بالصدق والقوة.
كان رحمه الله بحرًا متلاطمًا من العلم الشرعي، ومثالاً للعالم الرباني الذي يجعل مخافة الله نصب عينيه دائمًا، وكان مثالاً للعالم الغيور على أمته الإسلامية فبذل كل غالٍ ونفيس في سبيل نصرة الإسلام والمسلمين. ويذكر رفيع الدين موقفه الشهير عندما ظهرت الأعمال الإرهابية وأخذت تضرب البلاد والعباد، فأظهر حرصه بالشباب المسلم وأخذ يرعاه بالنصح والمشورة ويدعوه إلى العودة إلى معين الإسلام الصافي، ويدله على طريق الوسطية والاعتدال، ويهديه إلى اتباع الرفق واللين ويحذره من الغلو والتطرف، فكان لتلك الجهود المباركة أثر كبير في تفنيد الشبهات التي حاول منظرو الإرهاب إثارتها، وصار الشيخ حائطًا متينًا ارتدت عليه كل كلمات الزيف التي نطق بها الإرهابيون ومن يقفون وراءهم. وكان لهذه الجهود التي بذلها الشيخ ومن معه من العلماء الصادقين أثر كبير في تجفيف منابع الإرهاب وتجنيب المسلمين شروره.
ويختم حديثة بالقول ألا رحم الله الشيخ عبدالله بن جبرين بقدر ما قدم لدينه وأمته ووطنه، ونرفع أكف الضراعة لله أن يسكنه جناته مع النبيين والصديقين وحسن أولئك رفيقًًا، وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة، وأن يلهم آله وذويه الصبر والسلوان، ولا نقول إلا ما يرضي الله (إنا لله وإنا إليه راجعون).

أضف تعليق

جاري ارسال التعليق
تم ارسال التعليق
فشل فالإرسال