تركي الظفيري : الإعلام الإسلامي يعيد صياغة الرموز شيخنا ابن جبرين أنموذجاً

 

الأسطورة في الرياضة والغناء والفن والتمثيل والهز والرقص، صناعة إعلام التغريب والانحلال ، فقبل أيام معدودة مات "مايكل جاكسون" أسطورة البوب- كما يحلو لبعض وسائل الإعلام العربي أن تصفه- فضجت هذه الوسائل مهابة لموته وإجلالاً لبذله. وعندما تسأل أحد أطفال المسلمين من النجم الذي تحبه قال لك "اسم" أحد اللاعبين أو المغنين أو الممثلين أو أحد "نجوم" ستار أكاديمي التافهين!، والذي يكون فيه حياء يقول نجمي شاعر المليون "فلان"، لا أهتم بالأسماء هنا لكن أردت إيصال الفكرة بوضوح.

  يهدف إعلام التغريب إلى صناعة رموز ونجوم لأبناء المسلمين من خلال تبنيهم في حياتهم، وتقديسهم بعد هلاكهم، ولا يفوتني كلمة مذيع الـ mbc  المغرَّر به، فقد ضاع فكره للحظات ضجيج إعلام التغريب ، "من كان يحب مايكل جاكسون ، فإن مايكل قد مات ، ومن كان يحب "البوب" فإن "البوب" موجود ويمكنكم الاستمتاع به"!!!، فنعوذ بالله من سخط الله، يُشبِّه وفاة هذا الراقص بوفاة خير البشر صلاة ربي وسلامه عليه، اللهم إنا نبرأ إليك مما يفعل هؤلاء السفهاء، هو وإن اعتذر عنها مؤخراً لكن قوله برهان على تلاعب القوم بعقول الشباب.

 يأتي الإعلام الإسلامي في هذه الأوقات ليعيد الأمور إلى نصابها، ويسلط الأضواء على الرموز الحقيقيين، لا لتقديسهم أو إدعاء عصمتهم بل لأنهم أقرب الناس إلى الله تعالى وتحري الحق والصواب، وما فقدان شيخنا العلامة الدكتور: عبدالله ابن جبرين –رحمه الله- إلا مثالاً تطبيقياً جلياً لإبراز الرموز الحقيقيين للأمة المسلمة.

 جهود الإعلام الإسلامي -وخاصة الفضائيات الإسلامية ومواقع الإنترنت- في إبراز مكانة العلماء والدعاة في حياتهم وبعد مماتهم لدليل على استشعار أهمية الرموز في حياة شباب وفتيات الأمة، وعلامة على سمو الرسالة، فالأمة فيها خير كبير، وتحتاج إلى تذكير في مثل هذه المناسبات، وعندها قابلية التأثر والحب لكل ما يربطها بدينها ويقربها من ربها جل وعلا.

  ولنتأمل ما قامت به الفضائيات الإسلامية والإنترنت عند وفاة الشيخ ابن جبرين –رحمه الله-، تغطية مباشرة في عدد من هذه القنوات واستضافة كبار الدعوة وطلاب الشيخ –رحمه الله- للحديث عن مناقبه وفضائله، واستقبال الاتصالات من محبيه، وتحول رسائل المشاهدين إلى عزاء وترحم وتذكير بفقد العلماء وخطورته على الأمة، وبرامج وثائقية خاصة به، وإعادة محاضراته ودروسه في هذه الفترة، ونقل الصلاة عليه مباشرة.

  وفي مواقع الإنترنت بروز صورة الشيخ –رحمه الله- في واجهتها، وعزاء الأمة بوفاته، ورواد المنتديات يعزون بعضهم ويلهجون بالدعاء له، و تحولت صفحات "الفيس بوك" إلى صور الشيخ وعزاء الأصدقاء في وفاته، وإنشاء موقع خاص عن رحليه، وانتشار فيديو الصلاة على الشيخ –رحمه الله- في "اليوتيوب" ومواقع عديدة، والبحث عن محاضرات الشيخ المصورة والمسموعة، كل هذا يعيد للأمة رموزها الحقيقيين.

 فهذه خطوة قوية من إعلامنا نحتاج المحافظة عليها، وتنويع البرامج لإظهار الرموز الحقيقيين في حياتهم، وبعد وفاتهم، وتوسيع دائرة الرموز ليشمل كل من له جهود كبيرة لرفعة الأمة ونصرتها في كل مجالات الحياة.

 فموت الكبار يحيي القلوب، ويذكرنا بواقعنا وواقعهم، ويعيد البوصلة لاتجاهها الصحيح.

 

 تركي الظفيري

 المحاضر بجامعة الملك سعود

 taldhafiry@ksu.edu.sa 

 

 لجينيات http://174.120.81.100/index.php?action=showMaqal&id=8956

 

أضف تعليق

جاري ارسال التعليق
تم ارسال التعليق
فشل فالإرسال