حامد خلف العُمري : لن أبكي بن جبرين!

 

نعم لن أبكي الشيخ بن جبرين رحمه الله , وإن كان بفقده خسرنا عالما قلَّ نظيره في هذا الزمن !
لن أبكي بن جبرين ,  و إنكان فقده مصيبة كبرى!
لن أبكي بن جبرين, و إن كان له في سويداء القلب مكانة تليقبأمثاله من الأئمة!

بل سأقول:
 
إنا لله وإنا له راجعون , اللهم آجرنا في مصيبتنا و اخلفنا خيرا منها .
 
وسأقول أيضا :
إذا مات منا سيدقام سيد ... قؤول لما قال الكرام فعول

لن أبكيه لعدة أسباب :
الأول : لأنيأرجو لشيخنا ما هو خير له من بقاءه بيننا , فمن كان له مثل عمل و عبادة و جهاد بنجبرين , و جلده و صبره في نشر العلم , فإنه يُرجى له أن يكون من الأبرار ,( و ماعند الله خير للأبرار )

الثاني : لعلمي الأكيد بأن الله لن يضيعدينه , فقد مات من هو خير من شيخنا رحمه الله , أعني محمد صلى الله عليه و سلم وأصحابه ,و مع ذلك حفظ الله هذا الدين العظيم .

الثالث : لأني سأحاول أن يكون حزني علىفقد الشيخ إيجابيا , و ذلك بالوقوف على سيرة هذا العلم , و الخروج بأهم الصفات التيجعلت من هذا الرجل رمزا , ليس في العلم و العمل فقط , و إنما في الثبات و القوة فيالحق , و كذلك عدم التلون و تغيير المواقف.

الرابع : لأفسد فرحة أعداء الشيخ وشانئيه الذين رقصوا طربا لموته , و لأعلمهم بأن الشيخ لم يمت , بل هو باق فينا وبيننا بعلمه و مواقفه التي ستذكي فينا الحماسة و الإصرار على السير على طريقته , ولأقول لهم : على رسلكم! , لا تسرفوا في الفرح , فإن بن جبرين ليس شخصا يموت بانتهاءأجله , بل هو مدرسة باقية ما بقى المصدر الذي استقى منه منهجه .

لن أبكي بن جبرين , بل سأحاول أن أفعلمثل ما فعل هو بعد فقده لمشايخه و أقرانه ( بن إبراهيم , بن باز , بن عثيمين , وغيرهم ) , حيث لم يجلس الشيخ باكيا حزينا , بل مضى يغذ السير على نهج أولئك و منسبقهم من أتباع محمد صلى الله عليه و سلم , و راح يقدم ما يستطيع لخدمة هذا الدينالخالد .

لن أبكي بن جبرين , لأني احسب انه لوقُدِّر له لأحب بدلا عن ذلك  أن أدعو له بالرحمة و المغفرة, في صلاة خاشعة أو ساعةسحر أو يوم جمعة .

لن أرثي بن جبرين , لأني و غيري أعجز منأن نوفيه حقه.

اللهم ارحم شيخنا بن جبرين و اخلفه فيعقبه في الغابرين و اجمعنا به في جنتك جنة النعيم ... آمين

 

الكاتب/ حامد خلف العُمري
Hamid.alumary@gmail.com

 

لجينياتhttp://174.120.81.100/index.php?action=showMaqal&id=8914

 

أضف تعليق

جاري ارسال التعليق
تم ارسال التعليق
فشل فالإرسال