ماجد بن عيد الحربي : ترجل الفارس فمن يمتطي صهوة الجواد ...؟!

"أيها الناس، من كان منكم يعبد محمد صلى الله عليه وسلم فإن محمد قد مات، ومن كان منكم يعبد الله فإن الله حي لا يموت".

كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه أشد الناس حباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فعندما حل القضاء ونزلت المصيبة العظمى بالمسلمين بموت رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يستسلم لعواطفه وينهار أمام هذا الحدث الجلل كما حصل لكبار الصحابة الذين انهارت قواهم وفقدوا السيطرة على عواطفهم ولم يصدقوا أن رسول الله قد مات حتى سمعوا أبا بكر يتلو قول الحق تبارك وتعالى { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} آل عمران 144

فهذا الجبل الأشم استوعب المنهج الذي تعلمه من صاحبه ومعلمه بكل تفاصيله، فعلم أن دين الله لا ينتهي بنهاية أي شخص وإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان منه هذا الموقف الذي ثبت الله به كبار الصحابة وجعله يستحق أن يكون المؤهل الأول لخلافة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فعندما فجعت الأمة يوم الإثنين الموافق 20 /7/ 1430 هـ بوفاة الشيخ العلامة عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين رحمه الله كان الناس مهيئين للحدث، فالشيخ كان في غيبوبة مدة طويلة والمرض قد تمكن من جسمه، بما لا يدع مجال للشفاء إلا أن يشاء الله تعالى، وإذا حانت ساعة الأجل فالذي يرجى له عند ربه خير من الدنيا وما عليها، فليس إنتقال جسد الشيخ من دار الفناء إلى دار البقاء هو السبب فيما أصاب الأمة من حزن بموت سماحته وإنما السبب الأهم هو أن هذا الفارس الذي ترجل قد ترك في الإسلام ثلمة يصعب سدها، فالشيخ رحمه الله كان سيفاً مصلتاً على رقاب أهل البدع وسد منيع بوجوه الرافضة الذين ما فتئوا يحاولون التسلل إلى عرين التوحيد ومعقل السلف في جزيرة العرب، ولا أدل على خطورته على مشروعهم من محاولاتهم البائسة التي بدأوها في إهدار دمه ثم التقدم إلى محكمة العدل الدولية بطلب إصدار مذكرة اعتقال دولية بحقه لمحاكمته، وأخيراً التقدم إلى المحاكم الألمانية أثناء تواجده بتلك الديار للإستشفاء، بطلب محاكمته بتهمة الدعوة للإرهاب.

فحق للأمة أن تحزن على هذا الأسد الذي أقض مضاجع أهل البدع والضلال, وسفه أحلام دولة الرفض الفارسية التي كان ابن جبرين يمثل ألد أعدائها.

والعزاء في سماحته أن الأمة التي أنجبته لن تعقم عن إنجاب من هو على شاكلته من الرجال الذين سيعيدون أمجادها بإذن الله تعالى, ويكتبوا تاريخها بأحرف من نور.

فتلاميذه الذين نهلوا العلم من سماحته وأخذوا من منهجه ما أخذه أبو بكررضي الله عنه من منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم, حريا بهم أن يقفوا من أهل البدع والمذاهب المنحرفة, نفس الموقف الذي كان عليه الشيخ يرحمه الله, فيتصدوا بحزم للمد الرافضي, فمن الوفاء له أن يتولوا الدفاع عن العرين الذي كان يدافع عنه طيلة حياته, ولا يكتفوا بذرف الدموع وذكر مآثره, فهذه أمور يعرفها الكبير والصغير من أهل هذه البلاد, وبهذا تقر أعين أهل الجزيرة ويعلموا أن إبن جبرين لم يمت وأن السد المنيع والباب الموصد أمام هؤلاء المجوس لا يزال قائماً، ويخيب ظن أهل الرفض الذين أقاموا الإحتفالات بمناسبة وفاته حسب ما ذكره أحد المشائخ بمداخلته لقناة المجد الفضائية.


الكاتب/ ماجد بن عيد الحربي
 

لجينياتhttp://www.lojainiat.com/index.php?a...wMaqal&id=9067

أضف تعليق

جاري ارسال التعليق
تم ارسال التعليق
فشل فالإرسال