محمد بن إبراهيم المسعري : رحمك الله أيها العلامة

الحمد لله وحده القائل {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}، وأصلي على من أرسله الله رحمة للعالمين وحجة على الخلق أجمعين، القائل عنه ربه سبحانه معزياً لأمته {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ}، إذا تفكرنا في مصيبة الأمة في فقد نبيها عليه الصلاة والسلام هان علينا كل مصاب، فكم من الناس من فقد الحبيب وفقد الأم الحنون والأب العطوف ومع ذلك صبر واحتسب عندما تذكر فقد الرسول عليه الصلاة والسلام، إن الإنسان في هذه الحياة مربوط بمدة حددها الله سبحانه وتعالى فالسعيد من قضاها في طاعة الله سبحانه وتعالى وخلف ذكراً حسناً بين العباد، بالأمس القريب فقدنا علماً من أعلام هذه الأمة وبقية سلفها الصالح العالم الذي أفنى عمره في إرشاد الناس وتعليمهم أمور دينهم مثله كمثل سابقيه من علماء هذه الأمة المباركة، علم كالشمعة التي تحرق نفسها لتضيء للآخرين، عالم كالنحلة التي تغذي الناس بأطيب ما عندها، عالم ملأ البلاد بدروسه ومحاضراته، عالم حارب البدعة ونصر السنة فكان كالشوكة في حلوق المنحرفين عن الدين القويم، عالم أحسبه والله حسيبه أخلص عمله لله فأحبه الناس وسمعوا منه وقبلوا، إننا في هذا اليوم نعزي أنفسنا في فقيد هذه الأمة سماحة الوالد الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين قبل ذويه وكما قيل فكلما مات عالم انثلم في الدين ثلمة لا تسد حتى تقوم الساعة، فمثل هؤلاء العلماء يفقدون في وقت حاجة الأمة إليهم وخاصة في هذه الأزمنة التي توالت على الأمة الحوادث والنوازل، إن سماحة الشيخ مما عرف عنه سعة علمه واطلاعه على الأحداث المتسارعة على الساحة مما يجعل فقدانه ذا أثر على محبيه وطلابه في داخل البلاد وخارجها، إن حسن خلق الشيخ كان له أعظم الأثر في توسيع قاعدة محبيه وقبول قوله في النوازل والحوادث التي مرت على البلاد وإن صراحة الشيخ في الرد على أهل البدع كان لها أعظم الأثر في تكوين شخصية الشيخ وأنه لا يخشى في الله لومة لائم.
لقد فقدنا شيخنا كما فقدنا شيخونا الكبار قبل سنوات ليست بالبعيدة، فعليهم رحمة الله ورضوانه وأسكنهم مع شيخنا فسيح جناته وجمعنا الله وإياهم في مستقر رحمته، وعزائي لإخوان الشيخ وأبنائه وجميع محبيه.

محمد بن إبراهيم المسعري الدوسري
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

 

أضف تعليق

جاري ارسال التعليق
تم ارسال التعليق
فشل فالإرسال