الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فقد فقدت الأمة الإسلامية عالمًا جليلاً من علماء أهل السنة المدافعين عن منهج السلف؛ هو فضيلة الشيخ العلامة عبد الله بن جبرين رحمه الله، وأجزل مثوبته، وغفر له، وعافاه، وأسكنه جنته، ونجاه من عذاب النار، وعذاب القبر، آمين.
وكم وقف الشيخ -رحمه الله- مواقف عظيمة في محاربة التغريب والعلمانية، ومحاربة الخرافة والبدع وخاصة الرافضة والصوفية؛ فكان غصة في حلوق الكفار والمنافقين؟!
وكم حاول أذنابهم تشويه صورته والنيل منه فما ازداد بذلك إلا رفعة ومنزلة عند أهل العلم وطلابه ونسأل الله -تعالى- أن يكون ذلك عنده كذلك؟!
ولقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاسِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ حَتَّى إِذَا لَمْ يَتْرُكْ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالاً فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا) (متفق عليه).
وكم وجد المسلمون أثر فقد علمائهم عبر التاريخ، وفي زماننا خاصة حتى إن التأريخ للأحداث يمكن أن يصنف بما قبل رحيل الأفذاذ أمثال: الشيخ "ابن باز"، و"العثيمين"، و"الألباني" و"بكر أبو زيد"، وما بعد رحيلهم؛ فوالله لقد كان الفرق كثيرًا بين المرحلتين، وطريقة العلماء وطلاب العلم والحكام والعوام مختلفة بين ما كان في حياتهم وما حدث بعد وفاتهم.
نسأل الله أن يرحمهم جميعًا، وأن يجمع كلمة المسلمين على الحق، وأن يجنبهم الفتن ما ظهر منها وما بطن، ونقول لأهله وطلابه وأحبابه والمسلمين: لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى فاصبروا واحتسبوا.
ونقول لطلابه خصوصًا وطلاب العلم عامة في كل مكان والدعاة: تضاعفت المسئولية عليكم وازداد الواجب المفروض عليكم، وعظمت الأمانة في أعناقكم في القيام بالحق غير هيابين ولا موانين، والصدع بما أمرتم غير خائفين في الله لومة لائم، والاستمرار في طلب العلم والازدياد منه؛ حتى تسد الثغرة وتصلح الثلمة بموت هؤلاء الأفاضل، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
كتبه/ ياسر برهامي
http://www.salafvoice.com/article.ph...Vnb3J5JmM9MTI2