انتقل إلى رحمة الله تعالى الشيخ الدكتور العلامة عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين يوم الاثنين الساعة الثانية ظهراً 20-7-1430هـ الموافق 13-7-2009م وقد فقدت الأمة بوفاته عالماً جليلاً وعلماً من أعلامها المخلصين، رحمه الله رحمة واسعة وأدخله فسيح جناته.
لقد نذر نفسه ووقته لخدمة دينه ونصرة الحق والدعوة في سبيل الله وكان عمره حافلاً بالأعمال الخيرة والمزايا الطيبة وحسن الخلق وحب الخير والرفق بالناس ومعرفة أحوالهم وسعة الحلم ورجاحة العقل والشجاعة في الحق لا يخاف في الله لومة لائم، وصاحب أدب رفيع وصبر، شديد التحمل، ثاقب الرأي ويعطي كل من يقابله حقه من المعاملة الحسنة، وكان يقضي حوائج الناس، وكانت الابتسامة لا تفارق محياه دائماً، ويلبي دعوة من دعاه وكان يسعد بعقد القران ويهتم بالوصية فيه بالصلاة.. وبيته ومكتبه مفتوحان وأذنه صاغية فكان قريباً من الناس، كما أن رغبته في العلم والدعوة أخذت جل اهتمامه ووقته لا يهدأ ذخيرته إيمانه بالله ومعاملته للصغير والكبير على حد سواء بالرفق واللطف واللين والحنكة والمساواة. ويبذل جهده ووقته لخدمة العلم وطالبه ويدعم الجمعيات الخيرية ويعطف على الفقراء والمساكين والمحتاجين وييسر لهم أمورهم بقدر ما يستطيع.
رحم الله شيخنا وبلّغه الفردوس الأعلى، فمنذ أن قدم إلى هذه الدنيا ودرج على هذه الأرض وهو في رحلة الطلب وميادين البحث وحلقات الدرس.. حفظ القرآن وعمره اثنتا عشرة سنة، ودرس على يد أبيه وعلى يد الشيخ الشثري المعروف بأبي حبيب، وحصل على درجة الماجستير والدكتوراه.
رحمه الله رحمة واسعة، فإن كان فضيلته قد رحل عن هذه الدنيا الفانية بعد عمر أفناه في العلم والبحث والدؤوب لنشره بين الناس والعمل الصالح المتواصل الذي لا ينقطع فستبقى بحوثه ومؤلفاته ومآثره العلمية وخصاله الحميدة وأعماله والجليلة وذكره الحسن الطيب، وما خلفه من علم وأخلاق فاضلة وسيرة عطرة تشهد على علو مكانته وقدره ومحبة الناس له، وإن رحل فقد ترك علماً ينتفع به ولن ينقطع عمله؛ إذ هو أحد الثلاثة الذين أخبر الرسول أن عملهم لا ينقطع بموتهم، وكل الذي نتمناه أن يكون رحيله إلى الدار الآخرة عبرة لنا ولكل مقصر.
فخالص عزائي وصادق مواساتي لجميع أولاد الفقيد وإخوانه وأسرته وذويه وأقاربه ومحبيه وطلابه والأمة الإسلامية جميعاً، سائلاً المولى عزَّ وجلَّ أن يتغمد الفقيد الغالي بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان.
(ولله ما أخذ ولله ما أعطى ولا حول ولا قوة إلا بالله).
عبدالعزيز بن جبرين الجبرين
جريدة الجزيرة http://www.al-jazirah.com/104890/fe6.htm