header

محمد الإدريسي الحسني : رد على مقال هل كان ابن جبرين حيًا ليموت؟

منذ فجر الخليقة والبشر ينكسر ويتضعضع أمام الموت، وما من جبار أو قوي أظهر العجز والمسكنة أمام الموت عندما يحل بناديه ويتألم مع من حوله الرحيل، أما المسلم فيستقبل الموت بأحكام وعقائد وأذكار فأذكار الخبر الأول لسماع موت قريب أو عزيز أو كبير ثابتة في مصادر المسلم كتابا وسنة، وعقيدة الصبر والإحتساب والإعتبار والإستعداد والدعاء للميت وذكر محاسنه وغير ذلك كلها عبادات يتيحها الموت للمسلم الملتزم بدينه، أما عندما يكون الميت أحد أعمدة العلم في مدح الشريعة فإن المصيبة تكبر بكبر المصاب ودوره في قيادة الأمة وريادتها وصيانتها وحياطتها في البدع والضلال وفي يوم الإثنين الماضي خطف المنون نجما مضيئاً في سماء العلم الشرعي كان له موقف مشرف في كل قضايا الأمة على اختلاف الرقع التي تسكنها لم يعترف بحدود ولا جغرافيا ولا لغة بل كل أمة الإسلام، وحيثما كان مسلم فهو يعنيه ويشعر بمسؤوليته تجاهه، ذلكم هو الطود الشامخ الذي هوى في أعين الناس لكن الحقيقة أن العلامة ابن جبرين وإن رحل عن عالمنا فإنه سيبقى معنا وسيبقى مع من يأتي بعدنا كما بقي البخاري ومسلم ومالك والشافعي والنعمان وأحمد والسفيانان والحمادان والأوزاعي وابن تيمية والنووي واب حجر وكل أئمة الهدى في هذه الأمة العظيمة رحل ابن جبرين بعد عطاء خصب وصبر وجلد في الحق، وإن أغضب الآخرين.
بكت الأمة لرحيله وتألمت وتوافد من قدر على حضور جنازته في أهل الداخل فكانوا ألوفا يعسر عدهم وترحمت عليه أرجاء الكرة الأرضية قبل غروب يوم رحيله، كان هذا هو بعض الوفاء لشيخ الأمة وعالمها، وبعض الآخر العمل بمنهجه ونصحه وتوجيهاته والعمل على تعضيد ونصرة مدرسته العلمية والفقيه لتنضم المدرسة الجبرينية للآلاف المدارس العلمية التي يزخر بها تاريخ هذه الأمة وشعاره
إذا سيد منا خلا قام سيد ** قؤول لما قال الكرام فعول
والأمة رغم الضربات والنكبات ما تزال بحمدالله تتفعال وتتألم لمصابها، لكن شرذمة من مطموسي البصيرة ومقلوبي المفاهيم ومعتلي العقائد خالفوا كل ما ذكر في فقدان هذا البدر المضئ في سماء الأمة فراحوا ينقثون سمومهم ويفرغون أحقادهم ولو بالشماتة في الموت وهذا يعبر عن حقيقة دينهم ومعتقدهم الذي أُشربوه في قرون، ومن هذه الشرذمة كاتب تافه يتشفى في موت الشيخ وكأن الشيخ هو الميت الأول وكان من يقدسهم ويعبدهم هذا الكاتب – وهم منه براء – لم يموتوا.
اطلعت على موقع (عرب تايمز) الذي يجمع (كوكتيل) الملل والنحل، فهالني عنوان المقالة فتصفحتها فإذا بها تطفح خسة ونذالة وتطاولا على خصائص الألوهية والروبية، وبما أنها كذلك فسأقتصرعلى جمل منها فقط وأغض الطرف عن باقي تهافت هذا الكتاب الساقط وأتجاوز إسقاطاته التي تترجم إفلاس نحلته وملته التي يدين بها ومن على شاكلته.
أما الجملة الأولى –وهي عنوان مقالته-: "هل كان ابن جبرين حيا ليموت؟"
الجواب: نعم كان حيا ونافعا ومؤثرا وكان وكان .... وسيبقى كذلك بعد موته إلى ما شاء الله، وإلا لماذا هلّلتم لموته لو لم يكن حياً هل سمعت من يغتاظ من العدم ؟ وهل سمعت من يتضرر من مجهولي الأموات ؟ لماذا هللتم واحتفلتم وانتشيتم لسقوط فارس في ميدان المبارزة ؟ أكل هذا السرور يعاكس حزن الأمة مجرد عبث ؟ نعم كان حيا حياة رباني العلماء وموته كلم في حد سيف الأمة وثلم في قلاعها لا يلتئم حتى يملئ مكانه غيرخ ولن يجف ضرع الأمة حتى تبخل عن أفرادها بمن يُعوض بإذن الله، فأبشر بالخزي وبما يسوءك أبد الدهر.
الجملة الثانية: "ولكن حينما يكون في كرمه الله بالعقل ضررا لا نفع فيه فماذا نسميه ؟؟"
الجواب: نسميه الرفض والتشيع الصفوي الفارسي الكسروي المجوسي الحاقد على أمة ورسولها وقرآنها وحملته وأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وزوجاته الطاهرات.
الجملة الثالثة: " ان قيل أن ابن جبرين أحيا في أتباعه الزبد والكثرة الغثاء وسنة التكفير والقتل والحقد والغلظة"
الجواب: أنتم فرسان هذا الميدان فلا يجاريكم ولا يساميكم أحد فإن لم تصدق فارجع إلى مصادرك التي هي عندك أصح من القرآن الكريم، مثل (نهج البلاغة) الموضوع على علي رضي الله عنه و(الكافي) للكليني و(الأنوار النعماية) و(بحار الأنوار) و(فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) وغيرها من مزابلكم المحشوة ببغض محمد وصحبه وأمته.
الجملة الرابعة: - معرفة هذا الكاتب بالقرآن الكريم وصلته الوثيقة به حفظا وفهما ودراسة واستشهادا، الآية الأولى: " يوم تجفل كل مرضعة عما أرضعت " ولعله استشهد خطأ من مصحف فاطمة –رضي الله عنها وبرأها- أما مصحف المسلمين فلا توجد فيه من ألف الحمد إلى سين الناس كلمة "تجفل" البتة، والآية في مصحف المسلمين هي في أوائل سورة الحج الآية 2: ** يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ }
أما القتل فأسأل الكاتب ماذا فعلت الدولة الصفوية والبويهية والعبيدية والخمينية وماهي المهمة التي جائت مع دبابات الإحتلال الأمريكي من أجلها، هذا الإحتلال الذي ظللتم تلعنونه حتى في الطواف ومنى وعرفة، فالحجاج يصرخون لبيك الله لبيك وحجاجكم يصرخون، " الموت لأمريكا الموت لإسرائل " " الله أكبر خميني رهبر" فلما تهيأ الإستعمار الأمريكي لاحتلال المنطقة كنتم معه، ورحم الله ابن تيمية الذي قال في ج3 ص 379 في منهاج السنة النبوية ( ولو قامت لليهود دولة في العراض فسيكون الروافض أول خدامهم ) فأنتم خدّام الإحتلال بشهادة رفسنجاني ومحمد أبطحي وعلي شمحاني والخامنئي، قال رفسنجاني : ( لولا نحن ما استطاعت أمريكا دخول العراف وأفغانستان ) وهذا موقف. وقال علي شمخاني وزير الدفاع قبل أيام الغزو : ( لن نعتبر اختراق الطيران الأمريكي للأجواء الإيرانية عدواناً ) تهانينا لكم بخدمة الشيطان الأكبر واستباحت أجوائكم لطيرانه
وقال أبطحي: ( لولا إيران ما استطاع الجيش الأمريكي دخول مدينة عراقية واحدة )
ولا تنسى فتوى السيستاني التي حرمت التعرض بسوء للجيش المحتل، بل أوجب مساعدته ومد يد العون له، ثم ماذا جرى بعد الغزو ولقد شرعتم في القتل والسحل وحولتم حُسينيّاتكم إلى مجازر ومسالخ مثل مسلخ براثا الذي يديره الصغير وذبحتم وحرقتم وشويتم وخزقتم كل سني تمكنتم من الوصول والتسلط عليه حتى حرقتم من اسمه عمر وعائشة ولو كان دون ثلاث سنوات مما اضطر أهل السنة إلى تحويل أسمائهم من عُمر إلى عمّار، فهل يوج اسم عمر واحد الآن في العراق، بل لم يسلم من حقدكم حتى قبور أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، مثل قبر أنس بن مالك -رضي الله عنه- خادم رسول الله، وقبر سلمان الفارسي -رضي الله عنه-ومقابر أخرى، أما التكفير فاحيلك كتبك على مواقعكم الإلكترونية وعلى غرفكم في "البالتولك" مثل غرفة "الغدير" و"علي مع الحق" و"السقيفة" وغيرها، وستجد هنالك من يتعبد باللعن لأصحاب محمد رضوان الله عليهم ولزوجاته الطاهرات وخاصة عائشة وحفصة، واتهام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعجز أمام عمر في قصة الكتاب والعياذ بالله.
أما الآية الثانية فهذه صورتها من قلمه ** رب اجعلني أعمل صالحا ترضاه }، ولا توجد في مصحف المسلمين آية بهذه الصورة ولا بهذا المضمون، ولعلها من آيات مصحف الغائب "عج" ! أما مصحف المسلمين فقد لفق هذا ( الساندوتش ) من آيتين، الأولى في سورة المؤمنون: ** حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) } والثانية في سورة النمل: ** وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19) }
أما تطاول الكاتب على خصائص الألوهية والربوبية فقوله: "وبعد ظهر الإثنين بدأت الحياة السرمدية حياة العذاب المقيم ا لخ.." فهذا الكاتب يقرر الحكم على إمام من أئمة المسلمين بالعذاب المقيم دون تفويض في رب العالمين. أما الجملة الخامسة قوله: "نسأل الله أن يوفقنا لشكر نعمائه علينا أن جعل منا المقتدين برسل الهداية الحقة" هكذا هي كما كتبها، فالكاتب يعتقد أن رسل الهداية على نوعين، نوع هداية حقة وهداية زائفة وتمنينا لو حدد لنا الكاتب العبقري الماهر من هم الرسل الذين استحقوا عنده لقب رسل زيف ودعاية كاذبة ؟؟ ولعله يتكرم بذلك في مقالة لاحقة، أما قتل الأطفال والنساء في العراقيين والفلسطيين ودعم وتحريض حسينياتكم وملاليها مثل جلال الصغير والفالي وياسر الحبيب وشحاته ومقتدي السطل والجعفري وصولاغ ومسالخه ومخازنه البشرية الأرضية فلا تحتاج إلى تدليل.
أما الجملة الأخيرة سأل ربه أن لا يحشره مع ابن جبرين واتباع ابن جبرين، نعم إن تستفحوا فقد جائكم الفتح ونحن بدورنا نسأل الله أن لا يحشرك مع ابن جبرين وأتباع ابن جبرين وشيوخ ابن جبرين ومن يقتدي بهم ابن جبرين من الصحابة والتابعين والأئمة المهديين رضوان الله عليهم آمين، أما بقية السفاسف فقد أعرضت عنها لتفاهتها وصدق الله: ** قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَر ُ} والحمدلله رب العالمين. محمد الإدريسي الحسني   
24 رجب 1430

ملتقى أهل الحديث http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=181447