دمعتان .. دمعة حزنٍ وألمٍ ، ودمعة فرحٍ وأملٍ ..
الكاتب/ محمد بن عبدالله البقمي
لجينيات
سبحان الله يا أحبّة .. عجيبةٌ هذه الدّنيا .. ما أسرع غيَرَها .. وما أكثر تغيّرها ...
نجري فيها ؛ تعمل فينا الليالي والأيّام .. فالحمد لله على كلّ حال ..
فما لبثتُ ظهرَ هذا اليوم ( الإثنين 20 / 7 / 1430 ) أن أفرح بخبر منع عرض السينما ؛ حتّى فُجعتُ بخبر فقدِ شيخنا العلامة الحبر الفهّامة ، صاحب الفضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين - أفاض الله عليه شآبيب الرّحمات ، وأسكنه عالي الجنّات - .. إنّه جوادٌ كريم ..
والشيخُ - رحمه الله - ( وكم وجدتُ ثقلاً عندما كتبت هذا التّرحّم وغالبتني دمعتي .. فاللهمّ ارحمه يا ربّ ) من لا يعرفه ؟؟!! ومن مِن شببة عصرنا وأشياخهم لم يمتنّ الله تعالى عليه بثني ركبه عنده ؟؟ أو الإفادة من معين علومه ؟؟ وبحار فهومه ؟؟!!!
ولكنّ الجدير بالذّكر هُنا ؛ هو أنّ الأمّة حينَما تفقده .. تفقدُه وهي في أمسّ الحاجة لعلماء الصدق من أمثاله - رحمه الله - ، حيث لا يخفى على كريم علم القارئ الكريم ما نمرّ به ، وتمرّ به أمّتنا من ظروفٍ وملابساتٍ خطيرة ، وتحاكُ المؤامرات من داخل البلد وخارجها على طمس الهُويّة الإيمانية ، وإطفاء معالم العقيدة الحيّة في قلوب النّاس ..
ولكنّ عزاءنا - يا كرام - أنّ أمّتنا أمةٌ ولود .. فأبشّركم أنّ من علماء الأمّة من أهل صدق النصيحة ، وحسن البيان ، والصّدع بالحقّ ، ما يسرّ الخاطر ، ويبهج الفؤاد - والحمدُ لله ربّ العالمين - ..
والدّين يا أحبّة ؛ دين ربّ العالمين ، يحميه وينصره ، ويسدّدُ أولياءه ، ويكتب على أيديهم النصر والرفعة والتمكين ..
غالبتُ دمعتي هذه بدمعةٍ أخرى .. اغرورقت بها مقلتيّ ؛ بعد الخبر الذي أفاد منع عرض السينما في بلادنا الطاهرة - حرسها الله وحماها من كيد الأعداء الداخليين والخارجيين - ، حيثُ أصدر سموّ النّائب الثاني - بحسب ما أفاد به موقع لجينيات - قراره بتأكيد منع عرض السينما ( قلت : إذ هي ممنوعةٌ أصلاً بمرسومٍ ملكيّ ، ولكنّ هذا تأكيدٌ للمنع ) ومنع إعطاء التراخيص لأي جهةً كانت ..
أقولُ يا أكارم :
ولئن كان من حروفٍ تسطّر ثمّ ؛ فالحمدُ لله أولاً وآخراً ، وظاهراً وباطناً .. ثمّ لأولئك الصادقين من علماء الأمة وشيوخها وطلبة العلم فيها ومحتسبيها الكرام .. الذين صدعوا بالحقّ وبيّنوا ، وما كتموا ولا غشّوا .. فجزاهم الله خير ما جزى غيوراً عن أمّته ..
فلقد ثبت بهذا أنّ منهج المُمانعة والأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر ، والاحتساب على الباطل المعاصر ، هو سبيل الأنبياء والمرسلين ، ومن تبعهم من علماء الصدق النّاصحين للأمّة ..
لا منهج التمييع لقضايا المنكرات ، وتبرير ذنوب النّاس ومعاصيهم ، ومسايرة واقعهم المُخالف ، والتماس شواذّ الأفكار والفتاوى لإلقاء الشّبه ، والتلبيس على الخلق ..
فكان هذا هو خير درسٍ للنّاس في منهج التّعامل مع النّوازل ، ومواجهة المنكرات ، وصدّ المعاصي والذنوب الخبيثة ، التي تطمس الهُوية ، وتميّع الدّين والعقيدة ، وتدجّن الناس على استمراء المنكرات .. وربّ موقفٍ عملي يراه الناس ويلمسونه ؛ خيرٌ من ألف موعظةٍ ومقالٍ - فالحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات - .