header

د. محمد عبدالرحمن المقرن:

 

بسم الله الرحمن الرحيم

حديث المقل

 

في رثاء شيخنا ووالدنا عبد الله بن جبرين ــ رحمه الله ــ

 

تنازعوا حمله حباً وما احتملـوا
لو يُوزن العلم لم تُحمل جنازته
تغيب في القبر أجسادٌ لها سير
وما (ابن جبرين)إلا كالنجوم هدىً
قالوا وقد غرقت بالدمع أعينهم
قالوا وقد بللوا بالدمع تُربته
كالشمس آثاره هيهات تحجبها
قد كان بالجود مثل المزن أوله
في علمه نهرٌ.. في سمته عبرٌ
ملأت قلبي يقيناً لا حدود له
نبكي وما كان يبكينا الرحيل أسىً
لكنه العلم جرحٌ فقد صاحبه
قد كنت أصغي له في الدرس يُلبسنا
إذا تحدث خلت الشهد في فمه
لا تحسبوا درسه متناً وحاشيةً
يُروى التواضع درساً من تواضعه
بالحق يصدح لم يعرف مداهنةً
في كل قطرٍ ترى آثار دعوته
لا تسألونا فإن الحزن ألجمنا
إنا إذا عصفت أحزاننا لجأت
يا ربنا اجعل جنان الخلد منزله
مضى الحبيب وما جفّت منابعنا

مرارةَ البعد .... ما للبعد مُحتملُ
في علمه جبلٌ ... هل يُحمل الجبلُ؟
في الناس حاضرةٌ يُحكى بها المثلُ
ما زال يتبعها سارٍ ومرتحلُ
أمات ؟ قيل: أجل هذا هو الأجلُ
أيُدفن المجدُ والآدابُ والمثلُ؟
عنا السنون ولو دالت بها الدولُ
بروق يمناه ثم الوابل الهطِلُ
كأنه قمرٌ بالحسن مكتملُ
الله حسبي إذا ضاقت بي الحيلُ
فكل من سار فوق الأرض مرتحلُ
هيهات هيهات هذا الجرح يندملُ
من علمه حللاً ما مثلها حللُ
كأن كلماته من حسنها عسلُ
فالسمت أعظم درس منه يُنتهلُ
ويُستقى منه طيبُ القلب والوجلُ
وما تخالف منه القولُ والعملُ
كأنه أمةٌ يخطو بها رجلُ
سلوا مدامعنا .. قد تنطق المقلُ
قلوبنا لإله العرش تبتهلُ
واجعله من أنهر الفردوس يغتسلُ
ما زال يزهر في أعماقنا الأملُ

 

 

د. محمد عبدالرحمن المقرن

القاضي بالمحكمة العامة في الرياض